من قبل بيرني ساندرز *
لم تذكر وسائل الإعلام سوى القليل عن العمال الأمريكيين الذين يواجهون جشع الشركات الكبرى ، وهم يربحون
إننا نواجه جائحة مدمرة لا نهاية لها في الأفق. نحن نتخذ خطوات كبيرة نحو نظام حكم الأقلية. بينما تزداد التفاوتات في الدخل والثروة ، يكافح الملايين من الناس لضمان الضروريات الأساسية لبقائهم. لدينا نظام رعاية صحية مختل يفشل في حماية أو عدم توفير الحماية الكافية لأكثر من 84 مليون شخص ، مع وجود شخص واحد من بين كل أربعة أشخاص غير قادرين على تحمل تكاليف الأدوية الموصوفة لهم. يدمر تغير المناخ الكوكب بينما تستمر العنصرية النظامية وغيرها من أشكال التعصب الأعمى في تآكل نسيج مجتمعنا. لدينا نظام سياسي فاسد تشتري فيه الشركات الكبرى الانتخابات ووسائل الإعلام التيار الذي يتجاهل إلى حد كبير معاناة الناس العاديين.
وسط كل هذا ، هناك أنصار للحزب الجمهوري في جميع أنحاء البلاد يعملون على مدار الساعة لتقويض الديمقراطية ، ويسعون إلى جعل من الصعب على الملونين والشباب والمعارضين التصويت في الانتخابات المقبلة.
بعبارة أخرى ، التحديات التي نواجهها هائلة ، ومن السهل أن نفهم لماذا يقع الكثيرون في الاكتئاب أو يلجأون إلى السخرية. هذه هي الحالة المزاجية التي يجب علينا مع ذلك مقاومتها - ليس فقط من أجلنا ، ولكن من أجل أطفالنا والأجيال القادمة. الرهانات كبيرة جدا واليأس ليس خيارا. لذلك يجب أن ننهض ونضرب.
في هذا الصدد ، لدي أخبار جيدة. بقدر ما لا يتم الإبلاغ عنه بشكل نشط ، يقف العمال في جميع أنحاء البلاد في وجه جشع الشركات الكبرى بشجاعة وتصميم غير عاديين ، وهم يفوزون.
دخل عمال John Deere في إضراب لأول مرة منذ أكثر من ثلاثة عقود ، وقاموا بتأمين طوابير اعتصام ، وفي النهاية ، فازوا بعقد بزيادات كبيرة في الأجور ، ومكافأة تصديق ، وتغطية صحية متزايدة. فاز الممرضون المضربون في بوفالو برفع الأجر الذي رفع الحد الأدنى للأجور لجميع العمال إلى ما لا يقل عن 15 دولارًا في الساعة ، بالإضافة إلى تقليل النقص في الموظفين. لم يقاتلوا فقط من أجل مصالحهم ، ولكن أيضًا من أجل مرضاهم - وفازوا.
سجل العاملون في مجال الصحة في Kaiser Permanente نصراً كبيراً بعد رفضهم لعقد كان من شأنه أن يوفر أجوراً ومزايا أقل للموظفين الجدد. عمال نابيسكو ، الذين يكافحون العمل الإضافي القسري ، والأجور والمعاشات غير الملائمة ، ونظام الرعاية الصحية من مستويين ، والاستعانة بمصادر خارجية ، دخلوا في إضراب وانتصروا. مرة أخرى ، شهدنا نضالًا عماليًا آخر تجاوز مصالحهم الخاصة ، ودافع أيضًا عن الأجيال القادمة.
انضم أكثر من 1400 عامل في كيلوج وميتشيغان وتينيسي وبنسلفانيا ونبراسكا إلى إضراب دام شهوراً منتصراً ، قاتلوا خطة من شأنها دفع أجور ومزايا أقل للعمال الجدد. قام موظفو ستاربكس في شمال ولاية نيويورك بإنشاء متجر نقابي لأول مرة أثناء محاربة شركة عملاقة فعلت كل ما في وسعها لإيقافهم.
هذه ليست سوى بعض من الجهود الملهمة التي بذلت خلال العام الماضي. الآن ، دعني أخبرك بما يحدث الآن ، حيث يستمر العمال في الصدام مع بعض أقوى المصالح التجارية في البلاد.
في هوتينغتون ، فيرجينيا الغربية ، شارك 450 عاملاً في الصلب من شركة Special Metals في إضراب ضخم استمر قرابة 100 يوم. شركة Special Metals هي شركة مربحة مملوكة لشركة Warren Buffet's Berkshire Hathaway. بوفيه ، بالطبع ، هو واحد من أغنى الناس في العالم ، حيث تبلغ ثروته الصافية أكثر من 109 مليار دولار.
بينما حقق سبيشال ميتالز 1,5 مليار دولار في العام الماضي. أصبح بافيت أكثر ثراءً بمقدار 40 مليار دولار خلال الوباء ، حيث عرض المسؤولون التنفيذيون في هذه الشركة على العمال عقدًا فظيعًا يتضمن صفر زيادات في الأجور لهذا العام وزيادة غير مقبولة بنسبة 1٪ للعام المقبل. في الوقت نفسه ، كانوا يزيدون من تكاليف الرعاية الصحية ويقللون من وقت الإجازة.
لسوء الحظ ، فإن جشع الشركات الذي نشهده في فرجينيا الغربية ليس انحرافاً. في سانتا في سبرينغز بولاية كاليفورنيا ، يضرب حوالي 100 عامل مخبز ، يصنعون الكعك لباسكن روبنز وسيفوي وكولد ستون كريمري ، ضد شركة ريتش برودكتس كوربوريشن في جون دونير للحلويات - المسماة على نحو مناسب. حوالي 75 ٪ من هؤلاء الموظفين من النساء اللاتينيات ، وغالبًا ما يُجبرن على العمل لساعات إضافية مع إشعار بسيط ، إن وجد ، وأحيانًا ما يصل إلى 16 ساعة في اليوم.
هذه شركة حققت إيرادات العام الماضي 4 مليارات دولار. خلال الوباء ، قام بوب ريتش ، مالك الأغلبية لشركة ريتش برودكتس ، بزيادة صافي ثروته بأكثر من ملياري دولار. في حين أن العمال الذين يستخدمهم بالكاد يتقاضون أجورًا أعلى من الحد الأدنى للأجور في كاليفورنيا ، إلا أن السيد. يراكم ريتش ثروة تزيد عن 2 مليار دولار. ومع ذلك ، على الرغم من ثروته الملياردير ، فإن "الاقتراح الأفضل والأخير" الذي قدمه السيد. كان ريتش الذي وضعه لعماله هجومًا هجوميًا بدولار واحد عن كل ساعة زيادة في الأجر. هذا مثير للشفقة.
ومع ذلك ، هذا ليس نادرًا في عالم جشع الشركات. في بروكوود ، ألاباما ، دخل حوالي 1.110 من عمال واريور ميت الفحم في إضراب منذ أبريل / نيسان. مثل الخبازين في كاليفورنيا وعمال الصلب في ولاية فرجينيا الغربية ، هؤلاء هم الأشخاص الذين عملوا سبعة أيام في الأسبوع ، مع أيام عمل تقارب 16 ساعة.
في عام 2016 ، وتحت ضغط كبير لإبقاء الشركة واقفة على قدميها وتأمين الوظائف في مجتمعهم ، قبل عمال المناجم تخفيض رواتبهم بمقدار 6 دولارات للساعة - أكثر من 20٪ من متوسط رواتبهم - وتخفيض كبير في خططهم الصحية وتقاعدهم. كجزء من صفقة إعادة الهيكلة التي أبرمتها الصناديق الانتهازية مثل Blackstone و Apollo.
في هذه الأثناء ، هرب مديرو Warrior Met التنفيذيون ومستثمروهم في وول ستريت مثل قطاع الطرق. منذ عام 2017 ، كافأت شركة Warrior Met مساهميها الأثرياء 1,4 مليار دولار بينما قدمت مكافآت تقارب 35.000 دولار لمديريها التنفيذيين. ومع ذلك ، بمجرد أن حققت شركة Warrior Met أرباحًا مرة أخرى ، عرضت على موظفيها زيادة في الراتب بمقدار 1,50 دولار في الساعة ، موزعة على فترة 5 سنوات ، ورفضت استعادة المزايا الصحية والمعاشات التقاعدية التي كانوا قد حصلوا عليها.
إن نضالات هؤلاء العمال ليست وحدها. هناك الملايين من الأمريكيين الآخرين في نفس الموقف تمامًا - أشخاص يتعين عليهم الكفاح ضد مصالح الأثرياء والأقوياء لضمان الأجور اللائقة والرعاية الصحية والمعاشات التقاعدية وظروف العمل الآمنة. ولنكن واضحين ، يتصاعد الصراع الطبقي في هذا البلد. الجشع آخذ في الازدياد.
ما يعلمنا إياه التاريخ دائمًا هو أن التغيير الحقيقي لا يحدث أبدًا من أعلى إلى أسفل. تحدث دائمًا من أسفل إلى أعلى. هذه هي قصة الحركة العمالية ، وحركة الحقوق المدنية ، والحركة النسائية ، والحركة البيئية ، وحركة حقوق المثليين. هذه قصة كل الجهود التي غيرت مجتمعنا.
وهذه هي المعركة التي يجب أن نكثفها اليوم. في الوقت الذي يريد فيه الديماغوجيون تقسيمنا حسب لون بشرتنا ، حيث وُلدنا ، بديننا أو ميولنا الجنسية ، يجب علينا أن نفعل العكس تمامًا. يجب أن نوحد الناس حول أجندة تقدمية. يجب أن نثقف وننظم ونبني حركة قاعدية من شأنها أن تساعد في خلق نوع الأمة التي نعرف أننا نستطيع أن نكونها. أمة تقوم على مبادئ العدل والرحمة وليس الجشع والأوليغارشية.
أعظم سلاح لخصومنا ليس فقط ثروتهم وقوتهم غير المحدودة. إن قدرتهم على خلق ثقافة تجعلنا نشعر بالضعف واليأس ، وتقلل من قوة التضامن البشري. وهنا هدف العام الجديد. مثل آلاف العمال الذين وقفوا وقاتلوا بشجاعة في عام 2021 ، سنفعل الشيء نفسه. لن ينقذنا أي فرد. يجب أن ننهض معا.
* بيرني ساندرز هو عضو في مجلس الشيوخ بالكونجرس الأمريكي من ولاية فيرمونت
ترجمة: دانيال بافان.
نشرت أصلا في الجريدة الجارديان.
