من قبل فرانسوا ماري أرويت فولتير*
تم جمع المقال في كتاب صدر مؤخرًا، من إعداد ريجينا شوبكي وماورو بالادي
المرأة – الجسدية والأخلاقية1
إنها أضعف بكثير من الرجل عمومًا، وأصغر حجمًا وأقل قدرة على أداء المهام الطويلة. دمهم أنحف، لحمهم أقل كثافة، شعرهم أطول، أطرافهم أكثر تناسقًا، أذرعهم أقل عضلية، أفواههم أصغر، أردافهم أكثر انقلابًا، فخذيهم متباعدين وبطنهم أوسع. هذه الخصائص تميز النساء في كل أنحاء الأرض، وفي كل الأجناس، من لابلاند إلى ساحل غينيا، وفي أمريكا وكذلك في الصين.
يقول بلوتارخ في الكتاب الثالث من كتابه محادثات المائدةيقول إن الخمر لا تسكرهم بسهولة كما تسكر الرجال، وهذا هو السبب الذي يقدمه لما هو غير صحيح. أستخدم ترجمة أميوت:2 "إن طبع المرأة رطب جداً، مما يجعل لحمها ناعماً، أملساً، لامعاً، مع طهرها الشهري. لذلك، عندما يقع النبيذ في مثل هذه الرطوبة الكبيرة، فإنه يجد نفسه مهزومًا، ويفقد لونه وقوته، ويصبح متغير اللون ومائيًا؛ وفيما يتعلق بهذا، يمكننا أن نستنتج شيئًا من كلمات أرسطو نفسه: فهو يقول إن أولئك الذين يشربون جرعات كبيرة، دون التقاط أنفاسهم - وهو ما أطلق عليه القدماء مسلي – إنهم لا يسكرون بسهولة، لأن النبيذ لا يبقى داخل أجسادهم تقريبًا؛ وبضغطه ودفعه بالقوة، فإنه يمر عبر كل شيء. والآن، من الشائع جدًا رؤية النساء يشربن بهذه الطريقة، وإذا كان من المحتمل أن أجسادهن، بسبب الانجذاب المستمر للأخلاط على النقيض من تطهيرهن الحيضي، مليئة بمختلف القنوات، وتمر عبر أنابيب وشبكات مختلفة من القنوات، عندما يسقط النبيذ فيها، فإنه يتركها بسرعة وسهولة، دون أن يتمكن من الالتصاق بالأجزاء النبيلة والرئيسية - والتي عندما يتم إزعاجها، تسبب السُكر.
هذه الفيزياء تستحق القدماء تمامًا.
تعيش النساء عمراً أطول بقليل من الرجال، مما يعني أنه في الجيل الواحد يوجد عدد من كبار السن أكبر من عدد كبار السن. وهذا ما استطاع كل من أجرى مسوحات دقيقة للمواليد والوفيات في أوروبا أن يلاحظه. ويعتقد أن الشيء نفسه يحدث في آسيا وبين السود والحمر والرماديين، وكذلك بين البيض. الطبيعة موجودة دائما من أجلك.3
وقد ذكرنا في موضع آخر مقتطفاً من إحدى الصحف الصينية، التي تروي أنه في عام 1725، عندما قررت زوجة الإمبراطور يونتشين تقديم هدايا للنساء الفقيرات في الصين اللاتي تجاوزن السبعين من العمر،4 وفي مقاطعة كانتون وحدها، من بين الذين حصلوا على هذه الهدايا، كان هناك 98.220 امرأة فوق سن السبعين، و70 فوق سن الثمانين، و48.893 حول سن المائة عام. يقول الذين يقدرون الأسباب النهائية أن الطبيعة تمنحهم عمراً أطول من الرجال مكافأة لهم على العمل الذي يقومون به في حمل أطفالهم لمدة تسعة أشهر، وجلبهم إلى العالم وتغذيتهم. لا ينبغي الاعتقاد بأن الطبيعة تعطي مكافآت. ومع ذلك، فمن المرجح أن ألياف النساء تتصلب بسرعة أقل، وذلك لأن دمهن أكثر ليونة.
لم يتمكن أي عالم تشريح أو طبيب على الإطلاق من معرفة الطريقة التي يتم بها الحمل. على الرغم من سانشيز5 لقد تأكدت من ذلك مريم والروح القدس أنزلا السائل المنوي في الجماع، وأخرجا يسوع من الرحم,6 هذه الوقاحة الشنيعة التي يتبناها سانشيز، والتي تتسم بالحكمة في أمور أخرى، لم يتبناها أي عالم طبيعة اليوم.
المرأة هي النوع الوحيد من الإناث الذي ينزل عليه الدم كل شهر. لقد أرادوا أن ينسبوا نفس الإخلاء إلى بعض الأنواع الأخرى - وخاصة إلى القرود - ولكن الحقيقة لم تكن صحيحة.
إن هذه الانبعاثات الدورية من الدم، والتي تضعف النساء دائمًا خلال هذه الخسارة، والأمراض الناجمة عن احتباس دم الحيض، وفترات الحمل، والحاجة إلى الرضاعة الطبيعية والعناية المستمرة بأطفالهن، وحساسية أطرافهن، تجعلهن غير مؤهلات لتحمل إرهاق الحرب وعنف القتال. صحيح، كما سبق أن قلنا، أننا رأينا في كل العصور وفي كل البلدان تقريبًا بعض النساء اللواتي منحتهن الطبيعة شجاعة وقوة غير عادية، قاتلن إلى جانب الرجال وتحملن أعمالًا هائلة. ولكن في نهاية المطاف، هذه الأمثلة نادرة. ننصحك بالاطلاع على المقال “أمازوناس”.
إن الجسد يحكم دائما على الأخلاق. النساء أضعف منا في الجسم؛ امتلاك قدر أكبر من البراعة في أصابعهم - أكثر مرونة بكثير من أصابعنا - وعدم قدرتهم على العمل في المهام الشاقة في البناء والنجارة والمعادن والزراعة؛ أن تكون مسؤولة بالضرورة عن المهام الأصغر والأخف داخل المنزل، والأهم من ذلك رعاية الأطفال؛ لأنهم يعيشون حياة أكثر استقرارًا، فلا بد أن يتمتعوا بشخصية أكثر لطفًا من الذكور؛ وينبغي لهم أيضًا أن يعرفوا أقل عن الجرائم الكبرى. وهذا صحيح إلى درجة أنه في جميع البلدان المتحضرة يتم إعدام خمسين رجلاً على الأقل مقابل امرأة واحدة.
مونتسكيو، في كتابه روح القانون,7 وعندما وعد بالحديث عن وضع المرأة في الحكومات المختلفة، أكد أن "النساء بين اليونانيين لم يكن يعتبرن جديرات بالمشاركة في الحب الحقيقي، وأن الحب كان لديهن فقط شكل لا نجرؤ على قوله".8 ويستشهد ببلوتارخ باعتباره الضامن له.
وهذا خطأ لا يمكن أن يُغفر إلا بروح مثل روح مونتسكيو، الذي كان دائمًا منجرفًا وراء سرعة أفكاره، التي كانت في كثير من الأحيان غير متماسكة.
بلوتارخ، في فصله عن حب، يقدم العديد من المحاورين؛ وهو نفسه، تحت اسم دافنيوس، يدحض بشدة الخطابات التي ألقاها بروتوجينيس لصالح الفجور مع الشباب.
وفي هذا الحوار نفسه يصل إلى القول بأن هناك شيئاً إلهياً في حب المرأة؛ ويشبه هذا الحب بالشمس التي تحيي الطبيعة؛ ويضع أعظم السعادة في الحب الزوجي، وينتهي بالثناء الرائع على فضيلة إيبونين. لقد حدثت هذه المغامرة التي لا تنسى أمام أعين بلوتارخ، الذي عاش لبعض الوقت في منزل فيسباسيان. هذه البطلة، عندما علمت أن زوجها سابينوس، الذي هزمته قوات الإمبراطور، كان مختبئًا في كهف عميق بين فرانش كونتيه وشامبانيا، دخلت إليه بمفردها معه، وخدمته، وأطعمته لعدة سنوات، وأنجبت منه بعض الأطفال.
وأخيراً، عندما ألقي القبض عليها مع زوجها وقدموها إلى فيسباسيان، الذي اندهش من عظمة شجاعتها، قالت له: "لقد عشت أكثر سعادة تحت الأرض، في الظلام، مما كنت تعيشه أنت في ضوء الشمس في ذروة قوتك". ولذلك يؤكد بلوتارخ على وجه التحديد عكس ما يجعله مونتسكيو يقوله؛ ويتحدث أيضًا لصالح المرأة بحماس مؤثر للغاية.
وليس من المستغرب أن يصبح الرجل في جميع البلدان سيدًا للمرأة، حيث يعتمد كل شيء على القوة. فمن الشائع أن يكون لديه تفوق كبير فيما يتعلق بالجسد، وحتى بالروح.
لقد رأينا بعض النساء الحكيمات جدًا، تمامًا مثل المحاربات. ولكن لم يسبق أن رأينا امرأة مخترعة.
إن روح الود والنعمة هي ما يميزهم عادة. ويبدو، بشكل عام، أنها صنعت لتخفيف أخلاق الرجال.
ولم يكن لهم في أي جمهورية على الإطلاق أدنى مشاركة في الحكومة؛ ولم يحكموا قط في إمبراطوريات انتخابية بحتة؛ لكنهم يحكمون في كل الممالك الوراثية تقريبًا في أوروبا، في إسبانيا، وفي نابولي، وفي إنجلترا، وفي العديد من الولايات الشمالية، وفي العديد من الإقطاعيات الكبرى التي تسمى أنثوية.
العادة التي تسمى قانون ساليك9 استبعدهم من مملكة فرنسا؛ وليس الأمر كما يقول مزراي،10 لأنهم كانوا غير قادرين على الحكم، حيث كان يتم منحهم الوصاية على العرش في أغلب الأحيان.
ويقال إن الكاردينال مازارين أدرك أن هناك عدة نساء جديرات بحكم المملكة، وأضاف أنه كان هناك دائمًا خوف من أن يسمحن لأنفسهن بالخضوع لعشاق غير قادرين على حكم اثنتي عشرة دجاجة. لكن إيزابيلا في قشتالة، وإليزابيث في إنجلترا، وماريا تيريزا في المجر أنكرت هذه النكتة المزعومة المنسوبة إلى الكاردينال مازارين. واليوم نرى مشرعًا محترمًا في الشمال11 إلى نفس الحد الذي يتمتع به ملك اليونان،
إن آسيا الصغرى وسوريا ومصر لا تحظى بالتقدير الكافي.12
لقد ادعى الجهل منذ زمن طويل أن النساء عبيد طوال حياتهن بين المسلمين، وأنهن بعد وفاتهن لا يدخلن الجنة على الإطلاق. وهذان خطأان كبيران، يشبهان الأخطاء التي روجت دائما عن الإسلام. الزوجات لسن عبيداً بأي حال من الأحوال. السورة أو الفصل الرابع من القرآن قرآن ويرسل لهم مهرًا. يجب أن تحصل الابنة على ما يعادل نصف الممتلكات التي ورثها شقيقها. وإن لم يكن إلا البنات فإنهن يقسمن ثلثي الميراث بينهن، والباقي لأقارب المتوفي - لكل من الطرفين السدس -، ولأم المتوفي أيضاً حق في الميراث. الزوجات هن مجرد عبيد صغار، لذا يُسمح لهن بطلب الطلاق، الذي يُمنح لهن عندما يتم الحكم بأن شكواهن مشروعة.
لا يجوز للمسلم أن يتزوج أخت زوجته، ولا ابنة أخيه، ولا أخته من الرضاعة، ولا ربيبته التي نشأت في حجر زوجته؛ لا يجوز الجمع بين الأختين. وهم في هذا أشد صرامة من المسيحيين الذين يشترون كل يوم في روما الحق في عقد مثل هذه الزيجات، والتي كان بإمكانهم القيام بها مجانًا.
تعدد الزوجات
لقد قلص محمد عدد الزوجات إلى أربع. ومع ذلك، بما أنه من الضروري أن يكون الشخص ثريًا للغاية لدعم أربع نساء وفقًا لمكانته، فإن اللوردات العظماء فقط هم من يمكنهم الاستفادة من مثل هذا الامتياز. وهكذا فإن تعدد النساء لا يسبب الضرر للدول الإسلامية التي ننتقدها كثيرا فيها، ولا يؤدي إلى تقليص سكانها، كما يتكرر كل يوم في العديد من الكتب التي تكتب عشوائيا.
كان لليهود، بموجب عادة قديمة راسخة، بحسب كتبهم، منذ لامك، الحرية في أن يكون لديهم عدة زوجات في نفس الوقت. وكان لداود ثمانية عشر زوجاً، ومنذ ذلك الوقت حدد الحاخامات تعدد الزوجات بين الملوك بهذا العدد – مع أنه يقال أن سليمان كان له ما يصل إلى سبعمائة زوج.
في الوقت الحاضر، لا يمنح المسلمون اليهود علناً التعددية النسائية؛ وهم لا يعتقدون أن اليهود يستحقون مثل هذه الميزة. ولكن المال، الذي يكون دائماً أقوى من القانون، يمنح أحياناً، في الشرق أو في أفريقيا، اليهود الأثرياء، الإذن الذي يرفضه القانون.
يقال على نحو جدي أن ليليوس سينا، منبر الشعب، أعلن بعد وفاة قيصر أن هذا الدكتاتور أراد إصدار قانون يعطي المرأة الحق في أن يكون لها أكبر عدد تريده من الأزواج. أي رجل عاقل لا يرى أن هذه حكاية شعبية سخيفة، اخترعت لجعل قيصر بغيضًا؟ إنها تشبه هذه الحكاية الأخرى التي تقول أن أحد أعضاء مجلس الشيوخ الروماني اقترح، في مجلس الشيوخ بكامل هيئته، منح قيصر الإذن بالنوم مع جميع النساء اللواتي يريدهن. إن مثل هذه الأخطاء تشكل إهانة للتاريخ، وتضر بروح أولئك الذين يؤمنون بها. ومن المحزن أن مونتسكيو صدق هذه الحكاية.
ولكن الأمر نفسه لم يحدث مع الإمبراطور فالنتينيان الأول، الذي ادعى أنه مسيحي، وتزوج من جوستينا بينما كانت زوجته الأولى سيفيرا، والدة الإمبراطور جراتيان، لا تزال على قيد الحياة.
في السلالة الأولى من الملوك الفرنجة، كان لدى جونتران، وشيريبرت، وسيجبرت، وشيليريك عدة زوجات في نفس الوقت. كان لدى جونتران في قصره فينيراندا، وميركاترودس، وأوستريجيلا، اللاتي اعترف بهن كزوجات شرعيات. كان لدى تشيريبرت ميروسلدا، وماركوفيسيا، وثيودوجيلا. من الصعب أن نتصور كيف كان اليسوعي السابق نونوتي13 هل كان من الممكن، في جهله، أن يجرؤ على إنكار هذه الحقائق، فيقول إن ملوك هذه الأسرة الأولى لم يستخدموا تعدد الزوجات، ويشوه في مجلدين افتراءً،14 أكثر من مائة حقيقة تاريخية، بثقة المعلم الذي يعطي الدروس في المدرسة. ولا تزال كتب من هذا النوع تُباع لفترة من الوقت في المقاطعات التي لا يزال لليسوعيين فيها مؤيدون؛ إنهم يغوون بعض الناس غير المتعلمين.
الأب دانيال15 وأصبح أكثر حكمة وتبصرًا، فسمح بتعدد الزوجات للملوك الفرنجة دون صعوبة؛ لا ينكر الزوجات الثلاث لداجوبيرت الأول؛ ويقول صراحة أن ثيوديبرت تزوج ديوتريا، على الرغم من أنه كان له زوجة أخرى تدعى فيسيجالدا، وعلى الرغم من أن ديوتريا كان لها زوج. ويضيف أن داجوبيرت قلد في هذا عمه كلوتير، الذي تزوج أرملة أخيه كلودومير، على الرغم من أنه كان لديه بالفعل ثلاث زوجات. ويعترف جميع المؤرخين بنفس الشيء.
كيف نستطيع بعد كل هذه الشهادات أن نتحمل وقاحة رجل جاهل يتحدث كمعلم، ويجرؤ على القول، وينشر مثل هذا الهراء الهائل، أنه من أجل الدفاع عن الدين. وكأن ديننا الجليل المقدس -الذي يستغله بعض المفتريين الحقيرين لخدمة دسائسهم الفاشلة! - تعتمد على نقطة القصة.
من تعدد الزوجات الذي سمح به بعض الباباوات وبعض المصلحين
الدير فلوري،16 مؤلف التاريخ الكنسي، يجعل الحقيقة أكثر عدالة في كل ما يتعلق بقوانين الكنيسة وعاداتها. ويعترف بأن بونيفاس، رسول ألمانيا السفلى، بعد استشارة البابا غريغوري الثاني في عام 726 لمعرفة الحالات التي يمكن للزوج فيها أن يتزوج اثنتين، رد غريغوري في 22 نوفمبر من نفس العام بهذه الكلمات ذاتها: "إذا أصيبت امرأة بمرض يجعلها غير صالحة للواجب الزوجي، فيجوز للزوج أن يتزوج أخرى؛ "ولكن يجب عليه أن يقدم للمرأة المريضة المساعدة اللازمة." ويبدو أن هذا القرار يتفق مع العقل والسياسة؛ فهو يؤيد الاستقرار، وهو هدف الزواج.
ولكن ما لا يبدو متوافقاً مع العقل أو السياسة أو الطبيعة هو القانون الذي ينص على أن المرأة المنفصلة عن زوجها في الجسد والمال لا يمكن أن يكون لها زوج آخر، ولا يمكن للزوج أن يتزوج أخرى. ومن الواضح أن هذه المجموعة من الناس ضائعة في الاستقرار، وإذا كان هذا الزوج والزوجة المنفصلان يتمتعان بمزاج لا يمكن السيطرة عليه، فإنهما بالضرورة معرضان ومجبران على ارتكاب خطايا مستمرة يجب أن يكون المشرعون مسؤولين عنها أمام الله، إذا ...
ولم تكن المراسيم البابوية تهدف دائما إلى تحقيق ما هو مناسب لمصلحة الدول والأفراد. إن هذا المرسوم الذي أصدره البابا غريغوريوس الثاني، والذي يسمح بالتعدد في بعض الحالات، يحرم إلى الأبد الأولاد والبنات الذين قدمهم آباؤهم للكنيسة في طفولتهم المبكرة من المجتمع الزوجي. يبدو هذا القانون همجيًا وغير عادل: فهو يقضي على بعض العائلات في نفس الوقت؛ هو فرض إرادة الرجال قبل أن تكون لديهم إرادة؛ هو جعل الأطفال عبيدًا للأبد لنذر لم يقطعوه على الإطلاق؛ هو تدمير الحرية الطبيعية؛ هو الإساءة إلى الله والإنسانية.
تعدد زوجات فيليب، لاندغريف17 إن انضمام هيسن إلى الطائفة اللوثرية في عام 1539 هو أمر علني تمامًا. لقد عرفت أحد ملوك الإمبراطورية الألمانية، الذي تزوج والده من امرأة لوثرية، وحصل على إذن من البابا بالزواج من امرأة كاثوليكية، واحتفظ بزوجتيه.
من المعروف للعامة في إنجلترا، وهم ينكرون ذلك عبثًا، أن المستشار كوبر18 تزوج من امرأتين عاشتا معًا في منزله في انسجام فريد يكرم الثلاثة. لا يزال العديد من الأشخاص الفضوليين يحتفظون بالكتاب الصغير الذي ألفه هذا المستشار لصالح تعدد الزوجات.
علينا أن نحذر من المؤلفين الذين يقولون إن القوانين في بعض البلدان تسمح للمرأة بأن يكون لها أكثر من زوج. الرجال الذين يسنون القوانين في كل مكان، يولدون بحب الذات إلى حد كبير، ويغارون من سلطتهم كثيرًا، وغالبًا ما يكونون سريعي الغضب للغاية مقارنة بالنساء، بحيث لا يتصورون مثل هذا الفقه. إن ما لا يتوافق مع الطريقة المعتادة في عمل الطبيعة نادرًا ما يكون صحيحًا. لكن الأمر الشائع جدًا، وخاصة بين المسافرين المسنين، هو الخلط بين الإساءة والقانون.
مؤلف روح القانون يقول19 أنه على ساحل مالابار، في طبقة ناير، لا يمكن للرجل أن يتزوج إلا بزوجة واحدة، بينما يمكن للمرأة، على العكس من ذلك، أن تتزوج بعدة أزواج؛ ويستشهد ببعض المؤلفين المشبوهين، وعلى رأسهم بيرارد.20 لا ينبغي لأحد أن يتحدث عن هذه العادات الغريبة إلا إذا كان شاهد عيان عليها لفترة طويلة. عندما نذكرهم فلا بد أن يكون ذلك من باب الشك فيهم. ولكن أي روح مندفعة تعرف كيف تشك؟
"إنها زلقة المرأة"، كما يقول،21 - إنه كبير جدًا في باتان، لدرجة أن الرجال يضطرون إلى استخدام وسائل حماية معينة للدفاع عن أنفسهم من هجماته.
ولم يذهب الرئيس مونتسكيو إلى باتان مطلقًا. ويل لينجوت22 ألم تلاحظ بعناية شديدة أن أولئك الذين نشروا هذه القصة كانوا مسافرين مخطئين أو أرادوا السخرية من قرائهم؟ فلنكن منصفين، ولنحب الحق، ولا ننخدع، ولنحكم على الأشياء وليس على الأسماء.
استمرار التأملات حول تعدد الزوجات
يبدو أن القوة، وليس الراحة، هي التي وضعت كل القوانين، وخاصة في الشرق. وهناك ظهر العبيد الأوائل والخصيان الأوائل وكنز الأمير المكون مما أُخذ من الناس.
من يستطيع أن يكسو ويطعم ويستقبل عدة نساء، فإنه يضمهن إلى حريمه ويأمرهن بسلطان.
بن أبو الكيبا في كتابه مرآة المؤمنينيقول أحد وزراء السلطان سليمان القانوني العظيم23 "ألقى الخطاب التالي أمام ممثل تشارلز الخامس العظيم: "أيها الكلب المسيحي، الذي أكن له، بالمناسبة، تقديرًا خاصًا للغاية، هل يمكنك أن تلومني على زواجي من أربع زوجات وفقًا لقوانيننا المقدسة، بينما تفرغ اثني عشر برميلًا في السنة، وأنا لا أشرب حتى كأسًا من النبيذ؟ ما الفائدة التي تعود على العالم من قضاء ساعات أطول على المائدة مما أقضيه في السرير؟ أستطيع أن أعطي أربعة من أبنائي سنويًا لخدمة سيدي الموقر؛ وبالكاد يمكنك توفير واحدة. وما هو ابن السكير؟ سوف يكون عقلك معتمًا بسبب أبخرة النبيذ الذي شربه والدك. وبالإضافة إلى ذلك، ماذا تريدني أن أفعل عندما تكون اثنتان من زوجتي في الحبس؟ أليس من الواجب عليّ أن أهتم باثنين آخرين، كما تأمرني شريعتي؟ وما هو دورك، وما هي مهامك في الأشهر الأخيرة من حمل زوجتك الوحيدة، وأثناء نفاسها، وأثناء مرضها؟ إما أن تبقى في حالة الخمول المخزية، أو تبحث عن امرأة أخرى. أنت بالضرورة بين خطيئتين مميتين، والتي سوف تجعلك تسقط مباشرة، بعد موتك، من الجسر الحاد.24 "إلى قاع الجحيم"
"أفترض أنه في حروبنا ضد الكلاب المسيحية نخسر مائة ألف جندي: وهنا مائة ألف فتاة يجب توفير الرعاية لها. أليس من واجب الأغنياء أن يعتنوا بهم؟ ويل لكل مسلم يتهاون في أن يأوي في بيته أربع فتيات جميلات زوجات شرعيات، ولا يعاملهن بما يستحقن!
"كما يفعلون في بلدكم، إذن، معلن اليوم، الذي تسمونه الديك؛ الكبش الأمين، أمير القطعان؛ الثور سيد الأبقار؟ أليس لكل واحد منهم حريمه الخاص؟ هل من اللائق أن تلوموني على زوجاتي الأربع، بينما كان لنبينا العظيم ثماني عشرة، وداود اليهودي نفس العدد، وسليمان اليهودي سبعمائة، وثلاثمائة جارية؟! هل ترى كم أنا متواضع؟ اتوقفوا عن انتقاد شراهة الرجل الحكيم الذي يأكل مثل هذه الوجبات المتواضعة. أسمح لك بالشرب، أسمح لي بالحب. أنت تغير النبيذ، وتتسامح معي في تغيير النساء. فليترك كل واحد منكم للآخرين أن يعيشوا حسب عادات بلده. لم تُصنع قبعتك لتفرض القوانين على عمامتي؛ لا ينبغي لياقة الدانتيل ومعطفك أن يصدروا الأوامر إلى دوليمان. أنهي شرب قهوتك معي، واذهب لمداعبة كلبك الألماني، لأنك لم تعد تملك إلا هي.
إجابة ألمانية
"الكلب المسلم الذي أكن له احتراماً عميقاً، قبل أن أنهي قهوتي أريد أن أعترض على ما قلته. من لديه أربع زوجات لديه أربع جنيات، مستعدات دائمًا لتشويه سمعة بعضهن البعض، وإيذاء بعضهن البعض، والقتال مع بعضهن البعض؛ البيت هو وكر الخلاف؛ لا أحد منهم يستطيع أن يحبك. كل واحد منهم لديه ربع شخصك فقط، ويمكن أن يعطيك ربع قلبه على الأكثر. لا أحد يستطيع أن يجعل حياتك ممتعة؛ إنهم سجناء لم يروا شيئا، وبالتالي ليس لديهم ما يخبرونك به. إنهم يعرفونك وحدك، لذلك تكرههم. أنت سيدهم المطلق: لذلك يكرهونك. يجب عليك أن تبقيهم تحت حراسة خصي، يضربهم بالسوط عندما يصدرون الكثير من الضوضاء. هل تجرؤ على مقارنة نفسك بالديك! ومع ذلك، لا يجوز للديك أن يضرب دجاجاته بالسياط. خذ أمثلتك من الحيوانات؛ تشبههم بقدر ما تريد. أما أنا فأريد أن أحب كالرجل؛ أريد أن أعطي كل قلبي، وأن يعطوني قلوبهم. سأخبر زوجتي بهذه المحادثة الليلة، وآمل أن تكون سعيدة بذلك. وأما الخمر الذي تعاتبني عليه فاعلم أنه إذا كان شربه مكروهاً في بلاد العرب فهو عادة محمودة في ألمانيا. مع السلامة".
*فرانسوا ماري أرويت فولتير (1694-1778) كان مؤرخًا وفيلسوفًا وكاتبًا. مؤلف، من بين كتب أخرى، كانديدو، أو التفاؤل (البطريق/شركة الحروف). [https://amzn.to/4i88pNz]
مرجع
ريجينا شوبكي وماورو بالادي (منظمات). المرأة في الأضواء. ترجمة: ريجينا شوبكي وماورو بالادي. نيويورك، نيويورك، 2024، 402 صفحة. [https://amzn.to/41KGzBg]
ملاحظات المترجمين
1 "المرأة – الجسد والأخلاق"، أسئلة حول الموسوعة من قبل الهواة (الجزء السادس) (SL: SE، 6، ص 1771-29).
2 جاك أميوت (1513-1593)، عالم فرنسي اشتهر بترجمته لأعمال بلوتارخ.
3 "الطبيعة دائمًا في وئام مع نفسها." اقتباس من اسحق نيوتن.
4 رسالة مفيدة جدًا من اليسوعي قسطنطين إلى الجمعية اليسوعية، المجموعة التاسعة عشر.
5 توماس سانشيز (1550-1610)، عالم لاهوت يسوعي إسباني ولد في قرطبة.
6 «وخرجت مريم والروح القدس منيهما أثناء الجماع، ومن امتزاج منيهما ولد يسوع».
7 الكتاب السابع، الفصل IX. راجع المقال "الحب"، حيث تم الإشارة إلى هذا الخطأ بالفعل.
8- يشير مونتسكيو إلى اللواط.
9 مجموعة العادات وقواعد القانون الخاص للفرنجة القدماء.
10 فرانسوا إيوديس دي ميزراي (1610-1683)، مؤرخ فرنسي.
11 يشير فولتير إلى كاثرين العظيمة، إمبراطورة روسيا بين عامي 1762 و1796، والتي كانت واحدة من حمايتها الرئيسيين.
12 من المحتمل أن فولتير يشير إلى مصطفى الثالث، سلطان الإمبراطورية العثمانية بين عامي 1757 و1774.
13 كلود أدريان نونوت (1711-1793)، يسوعي فرنسي ولد في بيزانسون. اكتسب شهرته بسبب خلافاته الطويلة مع فولتير.
14 أخطاء فولتير [أخطاء فولتير]، نُشر عام 1762. في هذا العمل، دافع نونوت عن وجهة النظر المسيحية ضد هجمات فولتير وغيره من مفكري عصر التنوير.
15 غابرييل دانيال (1649-1728)، كاهن ومؤرخ يسوعي فرنسي. مؤلف كتاب محترم تاريخ فرنسا بعد تأسيس النظام الملكي اللغة الفرنسية في بلاد الغال (تاريخ فرنسا، منذ تأسيس الملكية الفرنسية في بلاد الغال)، نُشر سنة 1713.
16 كلود فلوري (1640-1723)، رجل دين فرنسي ولد في باريس. انها ضخمة التاريخ الكنسي يحتوي على عشرين مجلدا.
17 لقب نبيل في ألمانيا واسكندنافيا.
18 ويليام كوبر (1665؟-1723)، أرستقراطي وسياسي إنجليزي.
19 الكتاب السادس عشر، الفصل الخامس.
20 فرانسوا بيرارد دي لافال (1578-1621)، رحالة ومستكشف فرنسي.
21 الكتاب السادس عشر، الفصل. إكس.
22 سيمون نيكولا هنري لينجيه (1736-1794)، رجل قانون ومجادل فرنسي.
23 سليمان الأول (1494؟-1566)، سلطان الدولة العثمانية بين عامي 1520 و1566. الملقب بـ "العظيم". وفقًا للاعتقاد الإسلامي، سيتعين على الرجال يوم القيامة عبور جسر طويل وضيق للغاية مثل حد السيف. لن يكون للأشرار القوة لعبور هذا العبور وسيقعون في الجحيم.
الأرض مدورة هناك الشكر لقرائنا وداعمينا.
ساعدنا على استمرار هذه الفكرة.
يساهم
