من قبل بول كروجمان *
يمكن أن تؤدي العملات المشفرة إلى الأزمة المالية التالية شامل
يتذكر الرهان الكبير؟ روى كتاب مايكل لويس لعام 2010 ، الذي تم تحويله إلى فيلم في عام 2015 ، قصة الأزمة المالية العالمية لعام 2008 ، في أعقاب حفنة من المستثمرين الذين كانوا على استعداد للمراهنة على ما لا يمكن تصوره - الاقتراح القائل بأن الزيادة الهائلة في أسعار المساكن في السنوات التي سبقت لم تكن الأزمة أكثر من فقاعة ، وأن العديد من الأدوات المالية المتطورة على ما يبدو والتي ساعدت على تضخيم الإسكان سوف تتحول إلى خردة لا قيمة لها.
لماذا كان عدد قليل جدا على استعداد للمراهنة ضد الفقاعة؟ أقترح أن جزءًا كبيرًا من الإجابة يرجع إلى ما يمكن أن نسميه عامل عدم التصديق: حجم الخطأ في التسعير الذي ادعى المشككون رؤيته. على الرغم من وجود دليل واضح على أن قيم المساكن كانت بعيدة عن المنحنى ، كان من الصعب تصديق أنها قد تكون بعيدة جدًا عن المنحنى بحيث تتبخر 6 تريليونات دولار من الثروة العقارية ، وأن المستثمرين في الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري سيخسرون حوالي 1 تريليون دولار. لا يبدو من المعقول أن الأسواق - والحكمة التقليدية التي تقول إن الأسواق على ما يرام - يمكن أن تكون خاطئة للغاية.
لكنهم كانوا كذلك. وهو ما يقودنا إلى الوضع الحالي للعملات المشفرة.
الأسبوع الماضي ، لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية (FTC) ذكرت أن "العملات المشفرة أصبحت بسرعة الوسيلة المفضلة للدفع للعديد من المحتالين" ، وهو ما يمثل "حوالي واحد من كل أربعة دولارات تم الإبلاغ عنها على أنها ضائعة بسبب الاحتيال". بالنظر إلى الدور الصغير الذي تلعبه العملات المشفرة في المعاملات العادية ، فإن هذا مثير للإعجاب.
صحيح أن المبلغ الذي أبلغت عنه لجنة التجارة الفيدرالية (FTC) ليس بهذا الحجم - حوالي 1 مليار دولار اعتبارًا من عام 2021 - ولكن هذا يضيف فقط إلى الخسائر المبلغ عنها من الاحتيال العلني ، حيث تم خداع الناس لدفع ثمن أصول غير موجودة. لا يتم احتساب عمليات الاحتيال غير المبلغ عنها ، ناهيك عن الأموال المستثمرة في الأصول الموجودة ولكنها كانت عديمة القيمة بشكل أساسي ؛ الأصول مثل TerraUSD ، وهي "stablecoin"(" عملة مستقرة ") التي لم تكن مستقرة ولا عملة. قضى انهيار TerraUSD الشهر الماضي على 18 مليار دولار من حيث القيمة ، وفي بعض الحالات استهلك الكثير من مدخرات الحياة. على حد علمنا ، آمن مؤسسو TerraUSD حقًا بمنتجهم ولم يخدعوا أموال المستثمرين فقط. ثم لن يروجوا للاحتيال بالمعنى القانوني. في كلتا الحالتين ، فقد مستثمروهم مدخراتهم.
من سيكون التالي؟ مثل كتب مؤخرا هيلاري ألين فاينانشال تايمز، قد يكون TerraUSD هشًا بشكل استثنائي ، ولكن الحقيقة هي أنه من الصعب فهم السبب ، بشكل عام ، stablecoins سيحتاج إلى الوجود. "إلى stablecoins تبدأ بتكنولوجيا أساسية معقدة وغير فعالة ، وتهدف إلى تجاوز الوسطاء "- أي البنوك التقليدية -" ثم إضافتهم مرة أخرى (غالبًا مع وجود تضارب واضح في المصالح) ".
مثل العديد من المحللين أشار، كما stablecoins قد يبدو التكنولوجيا العالية ومستقبلية ، ولكن أكثر ما يشبهها هو بنوك القرن التاسع عشر ، وخاصة البنوك الأمريكية خلال عصر البنوك الحرة[1] قبل الحرب الأهلية ، عندما تم إصدار النقود الورقية من قبل مؤسسات خاصة غير منظمة إلى حد كبير. فشل العديد من هذه البنوك ، في عدة حالات بسبب الاحتيال ، ولكن بشكل رئيسي بسبب الاستثمارات السيئة.
الآن ، عاد بعض الاقتصاديين المعاصرين لصالح عصر الحرية المصرفية. ربما ليس من المستغرب أنصار مصرفية مجانية، مثل عشاق العملات المشفرة ، يميلون إلى النزعة التحررية. انت اكثر أنصار متحمسون وترتبط مع مؤسسات الفكر والرأي من اليمين، الذين يروجون أيضًا للإنكار البيئي ويعارضون الإجراءات الصحية ضد كوفيد -19. ومع ذلك ، في عصر الحرية المصرفية ، تم تداول العملات الخاصة وعملت كوسيط للتبادل.
يمكن القول ، مع ذلك ، أن هذا حدث بسبب عدم وجود بدائل أفضل: "الخضراء" (العملة الخضراء) - سندات الدولار الصادرة عن وزارة الخزانة الأمريكية [من 1861] - لم تكن موجودة بعد. اليوم ، الدولارات والودائع المصرفية المدعومة من الحكومة موجودة. لذلك stablecoins لا يلعبون أي دور تقريبًا في المعاملات التجارية الحالية. إذن ما هي هذه الأصول؟
يمكن طرح نفس السؤال حول العملات المشفرة بشكل عام. لقد حضرت العديد من الندوات حيث يسأل المشككون ، بأكثر الطرق مهذبة ، ما الذي تفعله العملات المشفرة ولا يمكن القيام به بسهولة أكبر باستخدام وسائل الدفع التقليدية. يسألون أيضًا لماذا ، إذا كانت العملة المشفرة تمثل المستقبل ، Bitcoin - التي تم تقديمها في عام 2009! - لم تجد بعد أي فائدة كبيرة في العالم الحقيقي. من واقع خبرتي ، فإن الإجابات دائمًا ما تكون عبارة عن سلطة من الكلمات خالية من الأمثلة الملموسة.
حسنًا ، يبدو أن المجرمين يجدون العملات المشفرة مفيدة. واحد تحقيق صحفي حديث من وكالة رويترز وجدت أنه على مدار السنوات الخمس الماضية ، قامت منصة تداول العملات الرقمية Binance بغسل ما لا يقل عن 2,35 مليار دولار من الأموال غير المشروعة. وعلى أي مستوى يمكن أن تكون التطبيقات المشروعة؟
ومع ذلك ، فإن الإشارة إلى أن العملات المشفرة لا معنى لها ، يتعارض مع عامل الرهبة. في ذروتها في نوفمبر الماضي ، بلغت العملات المشفرة ما يقرب من 3 تريليون دولار. حقق المستثمرون الأوائل أرباحًا ضخمة ؛ تقدم كليات إدارة الأعمال الشهيرة دورات في سلسلة كتلة؛ يتنافس رؤساء البلديات لمعرفة من يمكنه جعل مدينتهم أكثر ملاءمة للعملات المشفرة.
يبدو من التطرف وغير المعقول أن نقترح أن فئة الأصول التي أصبحت كبيرة جدًا ، والتي اكتسب مروجوها الكثير من النفوذ السياسي ، يمكن أن تفتقر إلى أي قيمة حقيقية ، بحيث أنها منزل مبني ليس على الرمال ولكن على لا شيء على الإطلاق.
ما زلت أتذكر فقاعة الإسكان وأزمة الائتمان. الرهن العقاري. وفي حال سألتني ، نعم ، يبدو أننا انتقلنا من الرهان الكبير إلى المخادع الكبير.
* بول كروغمان هو أستاذ في جامعة برينستون (الولايات المتحدة الأمريكية). حصل على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 2008.
ترجمة: ريكاردو كافالكانتي شيل.
نشرت أصلا في الجريدة نيو يورك تايمز.
ملاحظة المترجم
[1] "عصر الحرية المصرفية": من عام 1837 إلى عام 1866 ، وهي الفترة التي سمحت فيها القوانين الفيدرالية وقوانين الولاية بشأن الأعمال المصرفية لأي شخص تقريبًا بفتح بنك وإصدار أموال.
