من قبل لويس بوينو*
تعليق على كتاب فرانكو موريتي
تُلاحظ أهمية عمل فرانكو موريتي منذ القراءة الأولى ويجب التأكيد عليها. من خلال الاستفادة من نماذج الفكر بشكل عام ، لم يستخدمها علماء الأدب كثيرًا - نظرية التطور والتاريخ طويل الأمد ، بالإضافة إلى رسم الخرائط - ، فقد كان يبني لمدة 20 عامًا على الأقل بديلًا قويًا للعمل من أجل- تسمى الدراسات الثقافية ، وهو اتجاه سيطر على مجال الدراسات الأدبية لفترة جيدة. أكثر من ذلك ، تعيد مقترحاته إلى البانوراما الفكرية لعصرنا نظامًا بدا بالنسبة للكثيرين أنه قد مات ، والتاريخ الأدبي (حتى التواريخ المدفونة بالفعل للآداب الوطنية) ، وتساعد في إعادة تشكيل مجال الأدب المقارن. كما ترى ، ليس كثيرًا.
بهذا المعنى، الأدب ينظر من بعيدعلى الرغم من طابعها المجزأ إلى حد ما وهادفًا أكثر من كونها قاطعة ، فهي نقطة وصول لأنها تجمع بين الاستراتيجيات الموضحة في العديد من الأعمال الأخرى. في أجزائه الثلاثة ، "الرسومات" و "الخرائط" و "الأشجار" ، يتم استحضار كل من هذه التخصصات والبحث عن شكل من أشكال التوليف البصري القادر على التقاط حركات واسعة جدًا.
وهكذا ، في الجزء الأول ، لدينا تاريخ أدبي يسعى ، غير مهتم بقراءة أعمال معينة ، إلى تتبع تطور - صعود ، وصلاحية وانحدار - أنواع الرواية ، مما يجعلها مرئية في الرسومات. في الثانية ، طريقة النهج التي طورها فيها أطلس الرواية الأوروبية (Boitempo) يخطو خطوة إلى الأمام ويصقل نفسه: تصبح الخرائط رسومًا بيانية ، وأشكالًا في نفس الوقت أكثر تجريدًا وديناميكية ، مما يجعل من الممكن تصور مسار التاريخ الاجتماعي والأدبي بضربة واحدة. في الثالث ، تظهر نظرية التطور ، المستخدمة لدراسة كل من تلك الأشكال التي تتغير دائمًا وتصل إلى نطاق واسع من الصلاحية ، وتلك الأشكال الأخرى غير القادرة على إثبات نفسها والانقراض.
يمكن أن تعطي الشجرة التطورية صورة عمرها ما يقرب من 200 عام للتغيرات المستمرة في الخطاب الحر غير المباشر ، من جين أوستن إلى رواية أمريكا اللاتينية المعاصرة. أو كيف اختار جمهور القراءة القصة البوليسية كما مارسها كونان دويل ، مما يضمن بقاءها ، ونزلها إلى طرائق أخرى ، يمارسها عدد لا يحصى من المؤلفين.
النتيجة مقنعة جدا. اعتدنا على فهم واحترام الرسومات ، ورؤيتها فيما يتعلق بالأدب شيء يغير الوضع الحالي للدراسات الأدبية. لكن تجدر الإشارة إلى أن هذه الرسومات تبدو مكتملة أكثر مما هي عليه في الواقع. كل ما في الأمر أن المقدمات المنطقية لاختيار هذا العنصر أو ذاك من عناصر التحليل دائمًا ما تكون غامضة بعض الشيء. بدلاً من شرح خياراته ، قام موريتي بتطبيعها في ضربات خطابية قوية.
وهكذا ، في الجزء الأول ، يظهر هذا النوع على أنه "نوع من جانوس الصرفي ، مع وجه واحد يتحول إلى التاريخ والآخر ليشكل" ، "البطل الحقيقي لهذا الوقت الأوسط من التاريخ الأدبي" (الدورات وفقًا لبروديل) . بعد أن اعتاد القارئ البرازيلي على صياغة أنطونيو كانديدو بأن النقد يجب أن يفهم كيف يتم استيعاب العناصر الخارجية للنص ، يتساءل القارئ البرازيلي عما هو غريب عن القصة في الشكل الأدبي. في هذه الحالة ، الجنس هو بطل الرواية يواجه بماذا؟
يحدث الشيء نفسه في الجزء الأخير ، عندما ينسب الناقد استراتيجية الحبكة - وجود أدلة لحل الجرائم - تفسير نجاح كونان دويل. في فصل يقترح فيه نهجًا علميًا ، فشل في شرح كيف يمكن عزل عنصر واحد وإسناد المسؤولية عن عملية كاملة معقدة للغاية إليه. ستكون شركات الأدوية سعيدة - بل وأكثر ثراءً - إذا تمكنت من تسويق المواد المختبرة بهذه الطريقة.
في الواقع ، كلما عدنا إلى منطق فرانكو موريتي ، ظهرت شكوك أكثر. الشاغل الأكبر الذي يحرك فكره هو أن التاريخ الأدبي يعمل على كمية سخيفة من الأعمال ، ويشكل نوعًا من تاريخ الاستثناءات ، وهو تاريخ غير تاريخي. لا توجد طريقة للاختلاف: هذه مشكلة أساسية للتاريخ والنقد الأدبي.
لكن ما الحل لهذا؟ اقرأ كل شيء؟ من الواضح أن هذا غير عملي ، وهو محق عندما قال إنه لا يوجد أحد لديه الوقت الكافي لقراءة كل ما تم إنتاجه على مدى فترة طويلة ، ولا توجد طريقة قادرة على التعامل مع ضخامة البيانات التي ستنشأ من هذه القراءة ، حتى أنه يمكن إجراؤها. لذا ، كما يقول ، لنكن راديكاليين ولا نقرأ شيئًا. لنلق نظرة على الأدب من بعيد. في جهد مشترك ، والذي أطلق عليه موريتي ذات مرة اسم "التقسيم الكوني للعمل الفكري" ، كان الكثيرون يقرؤون وينتجون البيانات ، ويقوم شخص ما ، يقع في مكان متميز ، من بعيد ، بعمل رائع للتوليف الذي من شأنه أن يشرح كيف تسير الأشياء .
تكمن المشكلة في أن هذا الحل قد يكون ظاهرًا فقط ولا يحول المناقشة جذريًا كما يبدو أن الاقتراح - وليس القراءة - يوحي. حسنًا ، لا أحد يتوقف عن قراءة ما قرأوه بالفعل ، ولهذا السبب لا يستطيع موريتي التخلص من جين أوستن ، وفلوبير ، وبلزاك ، ودوستويفسكي ، وكونان دويل ، والعديد من المؤلفين الكنسيين الآخرين. وبالتالي ، فإن قرار عدم القراءة لا يمكن أن يؤثر عليهم. إنه يؤثر فقط على أولئك الآخرين الذين ، بعد كل شيء ، لن تتم قراءتهم على الإطلاق. لا توجد مواجهة ، وكل شيء معرض لخطر الاختزال إلى نظام المحيط المركزي القديم ، والذي يظل سليماً بل ويعزز نفسه ، لأنه يبني الطريقة.
ربما يكون الحل هو آخر: قراءة ما هو موجود على هامش كل من الشريعة الأدبية والناقد. عدم قراءة كل شيء ، ولا حتى قراءة المزيد ، ولكن قراءة أشياء أخرى ومعرفة الديناميكيات التي تنتجها عند وضعها بجوار ما يقرأه الجميع.
* لويس بوينو هو أستاذ في جامعة بارانا الفيدرالية (UFPR). المؤلف ، من بين أمور أخرى ، كتب قصة 30 قصة حب (Edusp / Unicamp).
مرجع
فرانكو موريتي. الأدب ينظر من بعيد. ترجمة: أنسيلمو بيسوا نيتو. بورتو أليغري ، افتتاحية Arquipélago ، 184 صفحة.
