من قبل إدواردو كامون *
هناك حاجة إلى مزيد من البيانات حول فعالية اللقاح ، خاصة ضد الاستشفاء ، والأمراض الشديدة ، والوفاة.
على الرغم من جهود منظمة الصحة العالمية (WHO) ، إلا أن الواقع يُظهر أن الدول الأغنى قد اشترت جرعات كافية لتطعيم جميع سكانها بما يقرب من ثلاثة أضعاف ما هو ضروري ، في عالم لا ينبغي أن يُترك فيه أحد بدون لقاح بسبب البلد. أنت تعيش فيه أو مقدار المال الذي لديك في جيبك.
ينتشر متغير Omicron بسرعة في جميع أنحاء العالم ، مع تأكيد الخبراء وإصرارهم على أنه من غير المحتمل أن يكون هذا هو الإصدار الأخير من الفيروس الذي سنراه منتشرًا.
يجب على جميع شركات الأدوية والمؤسسات البحثية العاملة على لقاحات وعقاقير COVID-19 مشاركة الصيغ والمعرفة والملكية الفكرية وراء المنتجات حتى يمكن إنتاج الجرعات بكميات كافية وآمنة وفعالة للجميع. تتحمل الحكومات أيضًا مسؤولية مطالبة صناعة الأدوية بوضع حياة الناس على حساب أرباحهم الخاصة. لكن الواقع القاسي مختلف جدا.
في سبتمبر 2021 ، أنشأت منظمة الصحة العالمية الفريق الاستشاري التقني المعني بتكوين اللقاح ضد COVID-19 (TAG-CO-VAC ، لاختصاره باللغة الإنجليزية). تتكون هذه المجموعة متعددة التخصصات من 18 متخصصًا وتتمثل مهمتها في تحليل وتقييم الآثار المترتبة على المتغيرات الجديدة على الصحة العامة ، وردود فعلهم على اللقاحات المضادة لـ covid-19 ، وتقديم توصيات بشأن تكوين هذه اللقاحات.
يكمل عمل هذه المجموعة الفريق الاستشاري التقني المعني بتطور الفيروسات (TAG-VE) ، والفريق الاستشاري الاستراتيجي للخبراء في التحصين (SAGE) ، والفريق العامل المعني باللقاحات ، وخطة منظمة الصحة العالمية للبحث والتطوير في مجال الأوبئة.
في السياق الحالي ، فيما يتعلق بتداول متغير Omicron ، طالبت TAG-CO-VAC بإمكانية أكبر للحصول على اللقاحات الموجودة بالفعل في جميع دول العالم ، مع مخططات تتضمن بالفعل جرعات معززة ، على أمل أن هذا التسريع من قد يقلل التطعيم في البلدان الفقيرة من فرصة ظهور متغيرات جديدة.
يدرس خبراء TAG-CO-VAC تكوين سلالة لقاحات COVID-19 ويشجعون مطوري اللقاحات على جمع بيانات صغيرة الحجم حول اتساع وحجم الاستجابة المناعية للقاحات أحادية التكافؤ ومتعددة التكافؤ ضد المتغيرات المختلفة. سيتم تحليل هذه البيانات في إطار أوسع لاتخاذ القرار بشأن تكوين اللقاح.
منذ ظهوره ، كان فيروس SARS-CoV-2 يتطور وينتج سلالات جديدة. من بين تلك المُسجَّلة رسميًا من قبل منظمة الصحة العالمية ، تعد متغيرات Alpha و Beta و Gamma و Delta و Omicron الأكثر شهرة ، لأنها الأكثر عدوى و / أو بسبب قدرتها على تطوير مرض أكثر خطورة ، أو لأنها أكثر مقاومة للقاحات.
منذ أن حددت منظمة الصحة العالمية متغير Omicron في 26 نوفمبر 2021 ، كان TAG-CO-VAC يجتمع بانتظام لمراجعة الأدلة على خصائصه. تعمل المجموعة على تطوير إطار عمل لمراجعة الأدلة على المتغيرات الناشئة ، مع الأخذ في الاعتبار المعايير التي من شأنها إطلاق توصية لتغيير تركيبة اللقاحات المضادة لـ COVID-19. الهدف هو أن تقدم المجموعة المشورة لمنظمة الصحة العالمية بشأن التحديثات اللازمة لتركيبات اللقاح.
يأخذ هذا الإطار في الاعتبار الانتشار العالمي وقابلية الانتقال ، والخطورة السريرية ، والخصائص الجينية ، والمستضدية ، والظاهرية للمتغيرات ، بما في ذلك ضعف القدرة على التحصين ، وتقييم فعالية اللقاح.
أهداف الصحة العامة العالمية للقاحات ضد COVID-19
مع توفر اللقاحات ، يظل التركيز الحالي كما هو: أن اللقاحات فعالة في الوقاية من أشد أنواع المرض ، وتقليل الوفيات أو حتى القضاء على الوفيات والاستشفاء ، والسماح بتطبيع وتيرة عمل النظم الصحية. توفر اللقاحات المدرجة في قائمة استخدامات الطوارئ لمنظمة الصحة العالمية مستوى عالٍ من الحماية ضد الأمراض الخطيرة والوفاة التي تسببها المتغيرات الجديدة.
بالنسبة لمتغير Omicron ، يشير ملف تعريف الطفرات والبيانات الأولية إلى أن فعالية اللقاح ضد الأمراض ذات الأعراض الخفيفة قد انخفضت. ومع ذلك ، فمن المرجح أن يتم الحفاظ على الحماية ضد النسخة الشديدة من المرض. ومع ذلك ، هناك حاجة إلى مزيد من البيانات حول فعالية اللقاح ، لا سيما ضد الاستشفاء ، والأمراض الشديدة والوفاة ، بما في ذلك لكل منصة لقاح وأنظمة الجرعات المختلفة ومنتجات اللقاحات.
بالتوافق مع SAGE ومجموعة عمل اللقاحات التابعة لها ، تدعم TAG-CO-VAC الوصول الواسع والعاجل إلى اللقاحات الحالية للسكان ذوي الأولوية في جميع أنحاء العالم لتوفير الحماية ضد الأمراض الخطيرة والوفاة. على المدى الطويل ، الهدف هو التخفيف من ظهور وتأثير المتغيرات الجديدة ، بالإضافة إلى تقليل عبء العدوى.
من الناحية العملية ، هذا يعني أنه في حين أن بعض البلدان قد توصي بجرعات اللقاح المعززة ، فإن الأولوية العاجلة للعالم هي تسريع الوصول إلى التحصين الأولي ، لا سيما للفئات الأكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة.
مع توفر إمدادات اللقاحات على المدى القصير والمتوسط ، فإن الحاجة إلى المساواة في الحصول على اللقاحات عبر البلدان لتلبية أهداف الصحة العامة العالمية والاعتبارات البرنامجية ، بما في ذلك الطلب على اللقاحات وتطور الفيروس ، هي استراتيجية تطعيم تستند إلى جرعات معززة متكررة من من غير المحتمل أن تكون تركيبة اللقاح الأصلية مناسبة أو مستدامة.
التغييرات في تركيب اللقاحات الحالية والمستقبلية
يعتقد TAG-CO-VAC أن اللقاحات التي لها تأثير كبير على منع العدوى وانتقالها ، وكذلك الوقاية من الأمراض الخطيرة والوفاة ، ضرورية ويجب تطويرها. حتى تتوفر هذه اللقاحات ، ومع تطور فيروس SARS-CoV-2 ، ستحتاج إلى تحديث تركيبة اللقاحات الحالية المضادة لـ covid-19 لضمان استمرارها في توفير مستويات الحماية الموصى بها من منظمة الصحة العالمية ، حتى ضد العدوى التي تسببها. بواسطة Omicron والمتغيرات المستقبلية.
تهدف منظمة الصحة العالمية إلى ضمان استمرار استيفاء اللقاحات للمعايير المنصوص عليها في ملف تعريف المنتج ، فضلاً عن الحماية من الأمراض الخطيرة لتحسين السلامة التي يسببها اللقاح. لهذا ، يجب أن تكون اللقاحات المضادة لـ covid-19: مبنية على سلالات قريبة وراثيًا ومستضديًا من المتغير (المتغيرات) المنتشرة لـ SARS-CoV-2 ؛ أن تكون أكثر فاعلية في الحماية من الأمراض الخطيرة والوفاة من العدوى ، وبالتالي الحد من انتقال العدوى في المجتمع والحاجة إلى تدابير صحية واجتماعية صارمة وشاملة ؛ تحفيز استجابات مناعية واسعة وقوية وطويلة الأمد لتقليل الحاجة إلى جرعات معززة متتالية.
في ظل هذا النهج ، هناك العديد من الخيارات للنظر فيها. أحدهما هو اللقاح أحادي التكافؤ الذي يستحث استجابة مناعية ضد المتغير (المتغيرات) المنتشرة السائدة ، على الرغم من أن هذا الخيار يواجه تحديًا من خلال الظهور السريع لمتغيرات SARS-CoV-2 والوقت اللازم لتطوير لقاح معدل أو جديد. خيار آخر هو لقاح متعدد التكافؤ يحتوي على مستضدات من سلالات مختلفة من SARS-CoV-2. البديل الثالث هو لقاح pan-sars-CoV-2 - هذا هو الخيار الأكثر استدامة على المدى الطويل ، والذي سيكون فعالاً ضد المتغيرات.
وفي الوقت نفسه ، يشجع TAG-CO-VAC مصنعي اللقاحات على إنشاء وتوفير بيانات عن أداء اللقاحات الحالية والخاصة بأوميكرون ، بما في ذلك سعة وحجم ومتانة الاستجابات المناعية للمتغيرات.
سيتم النظر في هذه البيانات في سياق الإطار المذكور أعلاه لإبلاغ قرارات TAG-CO-VAC عندما تكون التغييرات في تكوين اللقاح مطلوبة. سيكون من المهم لمصنعي اللقاحات اتخاذ خطوات قصيرة المدى لتطوير واختبار اللقاحات مع المتغيرات المتداولة السائدة ، ومشاركة هذه البيانات مع TAG-CO-VAC ولجان خبراء منظمة الصحة العالمية الأخرى ذات الصلة. يتم تشجيع مصنعي اللقاحات أيضًا على تقديم هذه البيانات لأي لقاحات جديدة ومتفاعلة على نطاق واسع لـ SARS-CoV-2 تم تطويرها.
سيستمر TAG-CO-VAC في تقييم الأدلة على المتغيرات المتداولة السائدة فيما يتعلق بخصائص الإفراز / القابلية للانتقال ، والشدة السريرية (الفوعة) ، والخصائص الوراثية ، والمستضدية ، والمظهرية لهذه السلالات الجديدة ، بما في ذلك قدرتها على مقاومة المناعة الناتجة عن اللقاحات ، بالإضافة إلى تقييمات لفعالية وتأثير هذه اللقاحات والمعلومات المقدمة من قبل الشركات المصنعة. سيقدم TAG-CO-VAC المشورة لمنظمة الصحة العالمية بشأن تكوين سلالة اللقاح التي يمكن تطويرها كلقاح أحادي التكافؤ ، مع المتغير المنتشر السائد أو اللقاح متعدد التكافؤ المشتق من متغيرات مختلفة.
حثت منظمة الصحة العالمية المجتمع العلمي على الارتقاء إلى مستوى التحدي المتمثل في ضمان إنتاج أفضل اللقاحات في أسرع وقت ممكن ، الأمر الذي يتطلب تبادل المعلومات المستمر والتعاون بين منظمة الصحة العالمية ومجموعات الخبراء التابعة لها ، و TAG-CO-VAC ، والسلطات التنظيمية في كل بلد و مصنعي اللقاحات. الكيان ملتزم بتسهيل هذه العملية. في غضون ذلك ، لا يهتم أصحاب اللقاحات إلا بمصالحهم.
التناقض بين النظرية والتطبيق: بعد مأساوي
في 23 ديسمبر 2021 ، بعثت الهند برسالة إلى رئيس المجلس العام لمنظمة التجارة العالمية (منظمة التجارة العالمية) ، تطلب فيها عقد اجتماع وزاري افتراضي حول مسألة التعامل مع الوباء ، بما في ذلك اقتراح التنازل عن بعض الأحكام. من اتفاقية تريبس للقاحات والعلاجات والتشخيصات المتعلقة بـ COVID-19.
في نفس اليوم ، وزع السفير داسيو كاستيلو ، رئيس المجلس العام ، رسالة على جميع الوفود ، أشار فيها إلى أنه "سيجري مشاورات وسيعقد اجتماعًا غير رسمي مفتوح للمجلس العام" حول هذه المسألة خلال الأسبوع الأول من شهر يناير. في تصريحاتها ، دعت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو إيويالا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للتوصل إلى رأي شامل من OMC بشأن معالجة الوباء. لقد مضى أكثر من عامين منذ بداية الأزمة الصحية. أجبرنا ظهور متغير Omicron على تأجيل مؤتمرنا الوزاري الثاني عشر وذكرنا بمخاطر السماح لأجزاء كبيرة من العالم بالبقاء غير محصنة ". وأضاف: "نحن في منظمة التجارة العالمية بحاجة إلى تكثيف دورنا على وجه السرعة للتوصل إلى نتيجة متعددة الأطراف بشأن الملكية الفكرية وغيرها من القضايا ، من أجل المساهمة بشكل كامل في الجهود العالمية لمكافحة COVID-12".
يعمل تراكم اللقاحات بشكل فعال على تقويض الجهود العالمية لضمان حماية كل شخص ، في كل بلد في العالم ، من كوفيد 19. الدول الغنية لديها التزامات واضحة بحقوق الإنسان ، وليس فقط يجب عليها وقف الإجراءات التي تعوق الوصول إلى اللقاحات في أجزاء أخرى من العالم ، لكنهم بحاجة أيضًا إلى التعاون وتقديم المساعدة للبلدان التي تحتاجها.
من خلال شراء الغالبية العظمى من إمدادات العالم من اللقاحات ، فإن الدول الغنية تتجاهل التزاماتها في مجال حقوق الإنسان. النظام الحالي ، الذي تستخدم فيه شركات الأدوية الموارد الحكومية للبحث ، والحفاظ على الحقوق الحصرية وحماية التكنولوجيا ، لزيادة أرباح الشركات الكبيرة. توضح هذه السياسة قصر النظر الذي يمكن أن يكلف العديد من الأرواح.
خطب حكام العالم وكل وسائل الإعلام الكبرى تتحدث طوال الوقت عن فيروس كورونا وكيفية التعامل معه. لكن من الأساسي أن نحدد ، في المقام الأول ، أننا في أيدي قيادة سياسية برجوازية شريرة ، تقودها نواة من البلدان الصناعية ، بالاشتراك مع الشركات المالية. يُظهر المنطق اليومي للنظام الرأسمالي واقتصاداته النيوليبرالية تجاهلًا تامًا لحياة الإنسان ، حيث يتم تنظيمها حصريًا من خلال الأرباح.
يجب أن يُقال بصوت عالٍ وواضح: إن مسألة الوصول إلى اللقاح هي على خلفية الحرب التجارية الوحشية التي تشنها القوى الرأسمالية الرئيسية على هذا الكوكب ، للحصول على ميزة وسباق تجاري ونزاع غير عقلاني بين القوى. سيناريو يتخذ ، للأسف ، أبعادًا مأساوية للغالبية العظمى من الناس.
* إدواردو كامين صحفي ومحلل مرتبط بمركز أمريكا اللاتينية للتحليل الاستراتيجي (CLAE).
ترجمة: فيكتور فارينيلي على البوابة الرسالة الرئيسية.
نشرت أصلا في estrategia
